سيدي المحترم..قلم ماجدة رجب

سيدي المحترم

سيدي
ﻻ تقل شيئا
فالكلام قد يتبدد
والرؤى قد تتعدد
بعد يوم أو بضع يوم
كل شيء قد يتجدد

فلا تقل شيئا
لا تقل أن ضوضاءك
وأقلامك
وحبرك
وكل دفاترك
تجعلك تبحر
في صخب الكتب
في زخم الأفكار
فلا أجد لي فيها
من منفذ أو ممر

فيا سيدي
لا تقل شيئا
واومىء للطين
وللحجر
أو حتى لحشرجة الشجر
وكن صريحا
وكن جميلا
ولا تضللني
ولا تسقطني
في تجاويف الكلام
حين صمتك
ينطق في سكونه
بما تخفيه لي الصور

فيا سيدي
ها أنا
 انتظر
أنتظر غيمة شاردة
 علها تخمد الخوف فيك
وفيّ
علها تداوي الارتباك
فيك وفيّ
 فيأتي الرجا
مرسوما
على كفيّ المبسوطة إليك
فليداعبها شغف الحب
كما لو أنه نقر الماء
كما لو أنه ملح القدر
فيمطرنا فرجا وهوى
 فالقلب هدّه الصوم
وانكوى

فيا سيدي
انتظرني
و ها أنا بدوري انتظر
 وهبني صبرا جميلا
هبني صفصافة العمر
كي نستظل تحتها
أنا وأنت
ّ بعد ذاك السفر الطويل
تحت سماء مهزومة
كانت أو محمومة
فقد تهدأ نيرانها
وقد تمطرنا
فيُسكرنا المطر
حد الثمالة
تحت ثوب الظلام
و به لم لا نستتر

فيا سيدي
ويا فرحة العمر
ها انا انتظر
فلا تقل ان انتظاري
كان عبثا
 أو رسمة
حاكها لنا القدر
و ﻻتقل إني
 جمعت كل تلك الرسومات
في ذاكرتي
فهي لن تلهيني
ولن تضيعني
عن طريقي إليك
وضعني
في كفة ميزان لا يخطئ
ولترجح  الكف بالحلو
ويسقط
ماكان بيننا
من ضيق و مر
فيا سيدي
كن لي الأمن
والسند المعتبر
ولا تقل شيئا
ولا تخالف سطور العمر

ماجدة رجب