الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

فـــــي مـــحــــطـــة الا نـتــــظــار...قلم يحي صديقي

فـــــي مـــحــــطـــة الا نـتــــظــار

تغـربت في المـدن المخـتومـة بالشمـع الأحـمر،

كـل يـوم يمـرُّ بعـام.

مـا عـدت أحتـمـل، لا أول النهـار، ولا آخـر اللـيل

كـل محـطات الانـتظار أُغـلقـت،

وغـادرها العـسـس

لم يـبق غـير هذا الرصـيف الوحـيد،

وأنـا، واللـيل، والانتـظار.

تحـاصـرني الظـلال،

والغـسق، والعـتمـة، وطـلوع النهار.

واقــفا أظـل على الرصـيف

أُدون صـدى رجـع خُـطاك

ألاحـق صـوتك الهـارب مـع الريـح

تغـريني لُحـونـه،

أجـري خـلف صـداه،

وحـين أتعـبُ، يحاصـرني وجهـك القمـحي الجـميل

وبسـمتـك الغـامـضـة

تعـيدنـي المـحطـات المغـلقـة إلى أرصفة البـداية

تُســاءلـني الخـطى الـتي مشـيـت،

أيـن مـدار خُــطاك؟

يا هـذا الـذي ضـيع مـسـاره،

لـمَ فـتـحت بـابـك؟

أيـها القـادم المبـعـثر الخـطى على الرمـل

كـيف تسـلّـل هذا الريـح إلى صـحـرائـك؟

وتـسـأل الريـح من أيـن جـاء؟

لـمَ أتعــب خُــطاه؟

رجـلاه تقـرّحـتا،

وعـلى شـفـتيه الـيابسـتين ابـتـهال

وصـدى أُغـنية

ظلت بصـدره نهـنهـة حـيْـرى

وفـي عـينـيه ذاب الســؤال.

لـم عـدت الآن يا هـذا؟

كـل المـدن أغـلقـت أبـوابـها،

واعـتـلى أســوارها الحـرس

غــير رصـيفك الوحـــيد يا هـذا،

وأنـت، واللــيل، ومـحطـة الانتـظـار.

مـساء يوم : 23/10/2019. يحـــــــــــي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق