قصه قصيره
هزوا احسن من غزوا
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
تقدم خالد ذلك الشاب الوسيم إلي الطبيبه احلام التي تخطت الثلاثين من عمرها و رغم أنها تسكن في منطقه راقيه و طبيبه متميزه تعمل في أحدي المستشفيات الحكوميه الا أنه لم يطلبها أحد للزواج بسبب أخيها شهاب طالب الهندسه الذي ينتمي لأحدي الجماعات المتطرفة و المشهور عنه التشدد في المظهر و الفهم
في البدايه لم يلتف خالد لكل التحذيرات التي تلقاها من اهل المنطقه عند سؤاله عن احلام و علم أن شهاب فرد غير عادي في تلك الجماعه فهو رئيس اتحاد طلاب الجامعه و امير الجماعه و حوله الكثير من الأعوان و المؤيدين خارج الجامعه و خارجها
و مع اول مقابله مع شهاب أعجب شهاب بشخصيه خالد خاصه أنه رجل اعمال ناجح و يمتلك العديد من الشركات و حاصل علي ليسانس حقوق من جامعه أخري و بعد الزواج سيقيم مع احلام في مدينته الساحليه
و من جانب آخر شهاب يشفق علي أخته من تاخر زواجها بسببه سواء خوف البعض من الاقتراب منه أو بسبب الملاحقات الامنيه التي ستكون الجميع و المنتظره في أي وقت
وافق شهاب علي خطوبه احلام خاصه أن احلام فتاه عاديه ترتدي الملابس العاديه و تضع المكياج الخفيف و الطرحه الزاهيه الألوان
و بدأ خالد يتردد علي احلام التي تعلقت به و أعين به لشخصه وسامته و قدرته الماليه و شجاعته في الارتباط بها رغم كل التحذيرات التي تلقاها من الجميع بالابتعاد عن شهاب المعرض في اي لحظه للاعتقال لنشاطه السياسي و الديني و مع ظهور موجات الإرهاب علي الساحه
بدأ خالد في اكتساب حب الحاجه ليلي والده احلام و هي تتمني دخول ابنتها عش الزوجيه بعد طول انتظار و اعتبار خالد هو الزوج المثالي لها
أصبح خالد عضو من أعضاء الأسرة يجلس مع احلام بالساعات و احيانا تشاركهما الحاجه ليلي بعض الوقت من باب الضيافه و حسن الاستقبال
أما شهاب فقد ترك حجرته لخالد للنوم و الراحه عند زيارته للبيت و ينام مع والدته و أمه في حجره أخري خاصه أن خالد غريب و من محافظه أخري
و قبل الزفاف باسبوع تم القبض علي شهاب و صدر أمر باعتقاله . اتصلت احلام بخالد تطلبه بالمجئ إليها و أخبرته أن شهاب تم اعتقاله
أخبرها خالد أن خلال ساعات معدوده سيكون في بلدها للاطلاع علي الأمر
دخل شهاب للتحقيق مع الضابط المسؤول عن ملف الإرهاب
و بمجرد أن ولج من الباب إصابته صدمه شديدة لقد كان الضابط الجالس علي المكتب هو خالد خطيب احلام
هدأ خالد من روعه و أخبره بأن بعض الجماعات الأخري تريد تصفيه شهاب لعدم تعاونه مع بعض الجهات الأجنبية
و كان المطلوب حمايتك من التصفيه و إنقاذ حياتك
لأن التحريات أثبتت انك غير خطر علي الأمن العام وليس لك نشاط ارهابي
نظر شهاب إليه في تعجب و دهشه و سأله و ماذا بعد ؟
رد خالد في هدوء هتقعد معانا شويه حتي نستطيع القبض علي المجموعه الارهابيه هما خلاص تم رصدهم و خلال ساعات قليله هيتم القبض عليهم
و بمجرد أن أنتهي خالد من كلامه رن الموبايل و من خلال المكالمه تهللت اسارير خالد من الفرح
و صاح قائلا مبروك يا شهاب اقبضنا عليهم
هتقعد معانا اسبوع و تخرج
سأله شهاب اشمعني اسبوع
رد خالد
احنا اضطرينا نعمل كده عشان ننقذ حياتك و لازم تكمل معانا التحقيقات و المواجهات مع التشكيل المسلح
هربت دمعه من عين شهاب و هو ينظر لوجه خالد بكسره
و اختي اللي فرحت أمها هتتجوز بعد اسبوع
رد خالد في ثبات هي لما تعرف أن كل ده عشان ننقذ حياتك هتعذرني انت ربنا انقذك من الموت و من الاعتقال
قلها خالد بيقول هزوا احسن من غزوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق