الأربعاء، 6 نوفمبر 2024

المرأة الفلسطينية المناضلة، وما تحملُ من أعباءِ الجهادِ والنّضال قصيدةُ(نِساءِ غَزَّةَ) للشاعر محمود بشير نموذجاً على ذلك!

 المرأة الفلسطينية المناضلة، وما تحملُ من أعباءِ الجهادِ والنّضال 

 قصيدةُ(نِساءِ غَزَّةَ) للشاعر محمود بشير نموذجاً على ذلك! 


كرّم اللهُ المرأة وأعطاها حقوقها، فكرّمها بوَصفِها أنثى، بنتًا، وزوجةً وكرمها أمّاً، وعُضْواً في المجتمع،وقد ورد في القرآن الكريم ما يضمنُ لها حقوقَها  كاملة دون نقصان.

حيث شكّلت المرأة 

محوَراً أساسيّاً منذُ نشأة الأدب ِفي نصوص الشعراء سواء في عصر الجاهليةِ أو على مرِّ ِّالعصور الماضية إلى يومنا هذا.

وقد اختلفَتِ الصُّوَرُ المتواترة للمرأة من نصٍّ إلى آخَر؛ لتبرز في شتّى الحُللِ البهيّة والمتنوعة.

ومن بين النصوص الحديثة التي شدّتِ انتباهي؛ لدقّةِ نظمِها وما تحملُه من صورٍ للمرأة العربية الفلسطينيّة، هي قصيدةُ الشاعر الفلسطيني محمود بشير ِ بعنوان( نساءُ غزة )

حيث يقودُنا العنوان؛ لِلغوْصِ في لبِّ القصيد والتعرّ ُفِ على هذه المرأةِ المناضلةِ ، المُعجِزَةِ وسط الرّكام ،ونستمتع بلغة متينة، وبلاغةٍ بديعة لنموذج حَيٍّ من المرأة العربية:

.

طُوبَىٰ لِ(غَزّةَ) في النِّزالِ تُجيدُ

فَنِساؤُهَا عندَ المُصابِ حَديدُ!

فرغمَ جمالِ المرأة ورقّتِها، وما جمعت من خصال متميزة، إلا أنها صلبَةٌ عند الشدائد، فهي سيدة الموقف الفلسطيني، مَدْرسةٌ يتخرّج من حِضنها الأبطالُ والمقاومون، فهي صانعةُ الأجيال، على مرِّ العصور وستبقى رمزَاً للعطاء 

مهما نحَتَها الجُرْحُ  ؛ ليبرز معاناة شعبٍ تشظّتْ مشاعرُه وتلاشت إطارات الصورة من اللوحة الفنيّةِ التي تجاوزت الحدود دون اعترافٍ بالخرائط ولا الضوابط لتغزو العالم في نحت إبداعيٍّ مُتكامل.

فالمرأةُ الفلسطينيّةُ، أمُّ الشهيد ، والأخت والأسيرة والشهيدة والرفيقة.


طُوبَىٰ لَهُنَّ فَنَسْلُهُنَّ غَضافِرٌ

إنْ رُزْتَهُنَّ فعزْمُهُنَّ شديدُ


هُنَّ الفَخارُ وهُنَّ رايةُ عِزِّنَا

ودعاؤُهُنَّ إذا رفَعْنَ حَميدُ


المرأة الفلسطينية هي البتول التي اصطفاها الله لتحمل في أحشائها كلمة الله، 


يُظْهِرْنَ من خُلُقِ البَتُولِ نقَاوَةً

وكلامُهُنَّ إذا نَطَقْنَ سَديدُ 


يجْعَلْنَ من مُرِّ البلاءِ حلاوَةً

يُطْعِمْنَ مَنْ شَهَرَ السِّلاحَ يُجيدُ.


المرأة الفلسطينية هي من زرعتِ الجهادَ في أرض العزة وربّت أجيالها على العزة والكرامة، رغم دورها الفعال في التربية والتوعية والتنشئة والرعاية، فإنها أضافت لكل هذه الأعباء مقاومةَ سياسةِ الاحتلال والوقوفَ في الصفوف الأولى ؛لمواجهة مخططات التهويد القاسية.

لقد حملت هذه القصيدةِ في طياتها رايةَ المرأة الفلسطينية، لتُظهِر للعالمِ تميّزَ المرأةِ الغزّية، المناضلة، أمِّ الشّهيد وزوجِ الشّهيد وبنتِ الشّهيد والمرأةِ القويّةِ والمكافحة ِوهي النموذجُ المُشرِّفُ لنِساءِ فلسطين !

هي قصيدة متميزة بما في طياتها من صور مختلفة، أبدع في نظمها شاعرنا الهُمام محمود بشير 

ولعلّ هذا الحراكُ الثقافي الذي يشهده العالم هو دليل على وصول صوت المرأة الفلسطينية لكل العالم سواء من خلال وسائل الإعلام، أو أصوات الشعراء والكتّاب الذي أصبح يصدَحُ في كل البيوت.

هنيئا للمرأة الفلسطينية لما كسبت من نضال وستبقى فلسطينُ على الدوام.


شكري الوفير للشاعر محمود بشير على هذه اللوحة الفنية التي سيُؤَرخها التاريخ وتذكرها الأجيال!

ألشّاعر طاهر مشي 

ألوجدان الثقافية

ألقصيدة كاملة:


………نِساءُ غَزَّةَ…….


طُوبَىٰ لِ(غَزّةَ) في النِّزالِ تُجيدُ

فَنِساؤُهَا عندَ المُصابِ حَديدُ


طُوبَىٰ لَهُنَّ فَنَسْلُهُنَّ غَضافِرٌ

إنْ رُزْتَهُنَّ فعزْمُهُنَّ شديدُ


هُنَّ الفَخارُ وهُنَّ رايةُ عِزِّنَا

ودعاؤُهُنَّ إذا رفَعْنَ حَميدُ


مِنْ نسْلِهِنَّ سنُنْقِذُ الأرضَ التي

سُلِبَتْ ويُبْقِي ذكرَهَا التّرْديدُ

يُظْهِرْنَ من خُلُقِ البَتُولِ نقَاوَةً

وكلامُهُنَّ إذا نَطَقْنَ سَديدُ 


يجْعَلْنَ من مُرِّ البلاءِ حلاوَةً

يُطْعِمْنَ مَنْ شَهَرَ السِّلاحَ يُجيدُ


لا هَزْلَ يأْسِرُهُنَّ أو أمثالُهُ

إنْ هُنَّ ثُرْنَ يُروَّعُ الرِّعْدِيدُ


خَنْساؤُهُنَّ إذا انْتَفَضْنَ عزاؤُهَا

في البذْلِ تُرْبِي رِبْحَهَا فيَزيدُ


شرَفٌ إذا نالَ الشَّهادَةَ شِبْلُهَا

شرَفٌ لها أَنْ نالَهَا التّمجيدُ


ويْلٌ لأشْباحِ الظّلامِ إذا دَنَت

ويْلٌ لِ(نتْنَ)فمُنتَهاهُ قعيدُ


يا صَبْرَ (غزّةَ) والبلاءُ أصابَها!

مهمَا اعْتَراهَا يبرُزُ الصِّنْديدُ


ويُطيحُ أركانَ الضَّلالِ يُزيلُهَا

وتفُوزُ(غزَّةُ)والعَدُوُّ  يَبِيدُ !


محمود بشير

2024/11/1



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق