الأربعاء، 6 نوفمبر 2024

شعاع بقلم الأديبة... جميلة بلطي عطوي

 .... شعاع....


كلّما رمتني الرّيح  في  الفلاة الموحشة

أغمر حفة ضوء من كمّ الشّمس، أزرعها  على ضفاف الدّرب الدّاكن. تهزّ الحجارة أعناقها ، توشوش في أذن المدى،  تغمز لخطوي الموهن،  تلوّح لسرب يعبر قاصدا بلاد العمار . يتوقّف. ينفض بعض ريشه. تلتفّ حولي القوادم والخوافي ، تدغدغني أضلاعي. ينبثق على جانبيّ  جاناحان .تهزّني الرّهبة .كيف للطّين أن يحلّق؟ كيف له أن يقتلع خطوه من عمق التّراب .أرتعد لكنّ الجناحين يخفقان .كل ريشة تحنّ إلى طائرها  ، تروم اللّحاق وأنا في معمعة الشّوق يضطرب جناني . هل أطير ؟ أيعقل أن أطير؟ أنا المربوط إلى مصير سيزيف "يصعّد العقبة". أ فعلا يحدث ذلك ؟ أمدّ البصر إلى الشّمس فترخي المزيد من أكمامها.تغمرني الأشعة حتى لا هوادة .

أغرق في الخضمّ الدّافئ ، .تغشاني نوبة وسن. 

تتحرّك مشاعري الغافية ،  يهتف صوت : يا طائر البان كفاك نواحا. 

يا شعاع التّوق خذ طيني إلى منابعه،  أعدني إلى خلقي الأوّل   شعاعا لا تقدر عليه فلاة ولا تحبسه أرض.


تونس ....5/ 11/ 2024

بقلمي ... جميلة بلطي عطوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق