.... شعاع....
كلّما رمتني الرّيح في الفلاة الموحشة
أغمر حفة ضوء من كمّ الشّمس، أزرعها على ضفاف الدّرب الدّاكن. تهزّ الحجارة أعناقها ، توشوش في أذن المدى، تغمز لخطوي الموهن، تلوّح لسرب يعبر قاصدا بلاد العمار . يتوقّف. ينفض بعض ريشه. تلتفّ حولي القوادم والخوافي ، تدغدغني أضلاعي. ينبثق على جانبيّ جاناحان .تهزّني الرّهبة .كيف للطّين أن يحلّق؟ كيف له أن يقتلع خطوه من عمق التّراب .أرتعد لكنّ الجناحين يخفقان .كل ريشة تحنّ إلى طائرها ، تروم اللّحاق وأنا في معمعة الشّوق يضطرب جناني . هل أطير ؟ أيعقل أن أطير؟ أنا المربوط إلى مصير سيزيف "يصعّد العقبة". أ فعلا يحدث ذلك ؟ أمدّ البصر إلى الشّمس فترخي المزيد من أكمامها.تغمرني الأشعة حتى لا هوادة .
أغرق في الخضمّ الدّافئ ، .تغشاني نوبة وسن.
تتحرّك مشاعري الغافية ، يهتف صوت : يا طائر البان كفاك نواحا.
يا شعاع التّوق خذ طيني إلى منابعه، أعدني إلى خلقي الأوّل شعاعا لا تقدر عليه فلاة ولا تحبسه أرض.
تونس ....5/ 11/ 2024
بقلمي ... جميلة بلطي عطوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق