الإرتطام بالليلِ العقيم
مهداةٌ إلىٰ زوجتي الحبيبة أم علي رحمها الله
مَضَتْ ( فِكَرٌ ) فهلا من إيابِ ؟!
وهلْ من رجعةٍ بعد الغيابِ ؟!
وهلْ جَسَدٌ تَعَرَّىٰ من ثيابٍ
أجابَ فؤاديَ المكلومَ وَحْيٌ :
فياللهِ من صِدْقِ الجوابِ ! :
إلىٰ يومِ القيامةِ عُشْ عذاباً
بلا ( فِكْرٍ ) .. ورَحِّبْ بالعذابِ ..
جسومُ الغابرينَ غَدَتْ تُراباً
وقد يَروي الترابُ عن الترابِ ..
إذا ما سُدَّ بابٌ للرزايا
سيُفْتَحُ للرزايا ألفُ بابِ ...
مفاتيحُ الحياةِ كما السرابِ
وأقفالُ الوجودِ رؤىٰ ضَبابِ
ودنيانا مشتْ نَهْجاً خراباً
ولوداً لم تلدْ غيرَ الخرابِ !
تُضاجعُنا اللياليْ حاسباتٍ
فينْبُتُ رحْمُها عِسْرَ الحسابِ ..
رقابٌ إنْ عَلَتْ فيها شموخاً
يكنْ قانونُها قَطْعَ الرقابِ !
ذئابٌ حارساتٌ للبرايا
وهل تُرجىٰ الحراسةُ من ذئابِِ !؟
خذوا عني حديثاً عن عُكاظٍ
صواباً لايَرىٰ غيرَ الصوابِ :
إذا ماعشتَ في زمنٍ شباباً
ستبقىٰ باكياً عهدَ الشبابِ ...
فحاذرْ .. فاللياليْ شرُّ كأسٍ
تُساقيكَ الشرابَ بلا شرابِ ...
ولاتجعلْ من البعْدِ اقْتراباً
لما ترجو .. وفُزْ بالإقترابِ ...
وراجعْ ماضيَ الفتنِ انْسحاباً
ودقِّقْ في البقاءِ والانْسحابِ
ويا ( فِكْرُ ) اعْذريني إنَّ قلبي
يسيرُ مِنِ انْقلابٍ لانْقلابِ ...
أراكِ بكلِّ شارقةٍ غروباً
لشارقتي .. ومنفىً لاغْترابي
بموتِكِ ياابْنةَ الشرفاءِ أمسىٰ
عذابي يعتليْ جيلَ العذابِ ..
مَشَتْ يا( فِكْرُ ) قافيتيْ حِراباً
لأعماقي الغريقةِ في الحِرابِ ..
وقد كنتِ النجاةَ إذا احْتَوَتنيْ
مٍنِ الهَضَباتِ ناسفةُ الهضابِ
وقالوا لي : تَزَوَّجْ بعدَ ( فِكْرٍ )
وجَدِّدْ في الفراشِ وفي الثيابِ !
ومَنْ تلكَ التي تُمسي بديلاً !؟
ألا بُعْداً لِهِنْدٍ أو ربابِ ...
عليكِ الغيثُ غيثٌ مُستديمٌ
بُروقٌ عانَقَتْ خيرَ السحابِ ...
شعر : يونس عيسىٰ منصور ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق