☆☆قصيدة: (موجوعةٌ هذي البلاد)☆☆
《 الشاعر : ياسر الأقرع 》
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـي مـا يُبيـحُ العقـلَ للهَـذَيـانِ
ويَهُـدُّ حِصـنَ رزانتي بثـوانِ
ويبعثـرُ الأفكـارَ... ثُّـم يلُمُّهـا
ليـدوِّنَ التَّـاريــخَ... للنِّسيـانِ
فوضايَ عاصفةٌ وسُخطيَ كامنٌ
إخفــاؤه مــا عــادَ بالإمكـانِ
تتراقص اللَّعَناتُ وحيَ طلاسمٍ
في خاطري كتراقصِ الشَّيطانِ
وتَضِـجُّ أسئلـةُ الوجـودِ كأنَّهـا
أسـرى تَئِـنُّ بقبضـةِ السَّـجـانِ
ما للبلادِ؟ وللعبادِ؟ ولي أنا..؟
نمضـي حيارى خارجَ الأزمانِ
نستمطرُ الأوهامَ بعضَ هِباتِها
فتغـيثُـنـا بمـواســمِ الأحــزانِ
الأرض غرقى بالدِّماء.. وكلُّنا
حَـطـبٌ يلبِّــي لهفــةَ النِّيــرانِ
لم يبـقَ ثـورٌ أبيـضٌ أو أسـودٌ
هَلَكَ القطيــعُ بمِديـةِ الخِـذلانِ
وبكـلِّ طـاغيـةٍ فحيـحُ عبـارةٍ:
هـاكَ البقيـةَ.. سَـمِّ بالـرَّحمـنِ
موجوعةٌ هذي البلادُ.. يتيمةٌ
مسلوبـةُ التَّـاريـخِ.. والعنـوانِ
مذبوحةٌ حتَّى النُّخاعِ تناقضاً
مأزومـةٌ فـي الشَّكِّ والإيمـانِ
تبنـي علـى أشلائِـها أربابَـها
مهـووســةٌ بعبـادةِ الأوثــانِ
فيها من الصَّمت المُذِلِّ وما به
مــا يُشعـرُ الدِّيـدانَ بالغَثيـانِ
وجيوشُها.. علماؤها.. شعراؤها
يتصـارعــونَ تصـارعَ الثِّيـرانِ
مَنْ ضِدُّ مَنْ؟ كلُّ الخيوط تشابكت
والكـلُّ يلعـنُ (سَلسَفِيلَ) الثَّـانـي
الكـلُّ يسـتفتـي رواسـبَ فكـرِهِ
ويُشــرِّع اللَّاشــيءَ.. للعُمـيـانِ
ويَطِـنُّ مثــلَ ذبابــةٍ مزهــوَّةٍ
جذلى تعربدُ خلفَ ذيلِ حصانِ
والشَّـاعر الـرَّدَّاح أكبـرُ همِّـهِ
اِسمٌ تعـربـشَ فـوقَ كلِّ لسـانِ
باع القصيدةَ.. واشترى مُدَّاحَهُ
وعُكـاظُـه.. بمـذابـحِ الأوطـانِ
ناسٌ سكارى... والحيـاة جهنَّمٌ
والكبـريـاءُ وأمنُهـم... ضِــدَّانِ
متمـاوتــونَ.. كأنَّمـا أقـدارُهـمْ
مرهـونــةٌ بمخـالـبِ الطُّـغيـانِ
لم يَبـقَ من وطـنٍ ننافقُ طهرَهُ
فسكوتنـا وصـراخنـا... سِيَّـانِ
وطــنٌ تباكينـا علــى جُثمـانِـهِ
يبكي اندثارَ الوعي في الإنسانِ
مـا كـانَ أليـقَ للقبــور بمثلِنـا
لـو كـانَ للوطـنِ الذَّبيـحِ يَـدانِ
ــــــــــــــــ ياسر_الأقرع ــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق