______وحده رجل الثلج يموت من البرد____
اعتدلت في جلستها ، ورفعت عينيها لسائلها الذي نصّب نفسه قاضيا ولسان دفاع عن خيبات وفشل السائد للقيم الانسانية
وقالت : بهدوء تام وببرودة دم جراح أمام عملية القلب المفتوح
وامل النجاة نازل خمس درجات تحت الصفر
نعم أحب والحب لا يعترف بالسن…..فبهت الذي سأل..
__ثم هذا شأن قلبي ولا أحد له شأن بقلبي ..ولا اقبل لا النقاش ولا نظرة الاتهام التي يخفيها قناع النفاق
وهذا الرجل أحببته مرتين
مرة لانه كان أنيس ليالي الطويلة الموحشة ،وقلبي نحته تمثالا واسكنه معبد خلوتي الجأ اليه كلما ضاقت بي الدنيا اتحدث اليه نتناجى وأشكوه بثي وحزني
—وثانيا يوم التقيته صدفة على ارض الواقع…
فكيف لا أحب رجلا استثنائيا لامس قلبي ..
يوم انتبه لتفاصيلي الصغيرة
تفاصيل انا نفسي ما انتبهت اليها
تفاصيل قد أكون مررت جنبها وماشدتني
قال تنامين مفتوحة العينين ،وللحظة شككت انك تتظاهرين بالنوم،مررت يدي امام عينيك ،وعلمت انك أنت المراة الحلم التي ترفض اغلاق عينيها على صورتي وتحملني ملء البؤبؤ
قلت:لا أحد أخبرني بهذا حتى أمـي
قال : عيناك متمردتان لا تركعان فكيف لـي ركعتا في استسلام هادئ جميل
قلت وهل انا أفعل هذا؟
قال: تبتسمين من خلال دموعك وفي اوج حزنك
وتتحملين الألم والوجع في صمت
قلت:كيف نفذت لحزني الدفين؟
قال أنت امراة علمتني الفرق الشاسع بين قيد المعصم وقيود الروح
قلت: وما الفرق والقيد قيد اينما أُحكــم غلقه
قال : قيد الروح معنوي والمعنوي لا يكسر أبدًا
اما قيد المعصم كسره سهل جدا……
هذا الرجل علّمني فلسفة -حياة الفراشات-
أنْ الوقت ما يتأخر أبدًا
اذا امتلكنا ارادة التغيير والتحول الى الافضل
كما علمني ان الحب كالروح من أمر ربي….رجل انتشلني من فوهة الزحام
وأخيرا تذكر انني انثى الارتدادات……. وأخشى عليك يا لائمي يوما يسبق فيه غضبي حِلمي…
وذاك يوم عسير……
ووحده رجل الثلج يموت من البرد وأنا لست رجل ثلج
كان هذا عندما فاجأءها احدهم بالتدخل في خصوصياتهابقوله
——الرجل الذي احببته مرتين—-
ما هذا؟ قصيد وشعر وحديث
عن رجل وعن الحب في هذا السن؟
لم يفاجئها السؤال لانه وارد جدا
وهي التي تعلم ان السؤال عورة والجواب يستره
والخوف كل الخوف ان يتحول الجواب سؤالا وما الذي يستره في هذه الحالة؟؟ولكن لا بأس ستقبل التحدي
تحدي ماذا؟
تحدي عقلية انانية مشبعة بالموروث الارعن البالي
الذي في اغلبه نحتته ذكورية مفرطة سادية
موروث مريض يعرج عبر التاريخ وانحصر في الشرق المعتل ،الشرق الذي من المفروض وحسب حركة الشمس يكون شروقا واشعاعا ونورا وانبعاثا….
هذا الشرق الذي بات غروبا وأفولا لكل جميل وعتمة وسراديب فكر مظلم متكلس ،هذا الشرق الذي اعدم كل امراة تخرج عن الصف وتمزق شرنقة الخنوع —فالمرأة المطلقة لعنة وفي عرفه كل مطلقة فاجرة وعاهرة ولقمة سائغة لكل صيادي المتعة الرخيصة،والمرأة الشابة عورة بكل ما حباها الله به من أنوثة ومثيرة للغرائز وكم يتناسى الرجل ان العيب فيه لأنه ما سعى لعقلنة غرائزه الوحشية وترويضها على العفة والترفع —كما رسم صورة نمطية للمراة الارملة التي يجب عليها أن تموت عاطفة وجسدا وفكــرايوم رحيل الزوج
وعليها بكل بساطة أن تكون تلك المراة التي تنذر عينيها للدموع والبكاء على اطلال رجل قد تكون قضت معه حياة لا تستحق حتى التذكر او عاشت معه حياة اللاحياة على قارعة الحياة
شرق كتب ملاحم الحب بدون حب ليس لانه لا يملك قلبا بل لأنه لا يعرف كيف يحب ويجهز على الحب ،ويسير في جنازته منتحبا باكيا……
فائزه بنمسعود
من مجموعتي القصصية(حواء في مهب الفصول)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق