الأحد، 27 أكتوبر 2024

قصة قصيرة علي الشاطئ الخاص للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

علي الشاطئ الخاص 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


ألحقني صديقي بعمل علي الشاطئ الخاص بأحدي قري الساحل خاصه أنه يعمل في هذا المكان منذ عدة سنوات 

و احتاج العمل لبعض العمال لخدمه الزوار خلال موسم الصيف وبالفعل تسلمت العمل علي الشاطئ من اليوم التالي لوصولي القريه . شعرت بعمق الفجوه الزمنيه بين قريتنا البسيطه و تلك القريه السياحيه .وكأنني ولجت إلي عالم اخر سحري هم ليسوا نفس الوجوه و لا الروائح و لا الملابس حتي السلوكيات مختلفه و الطباع غريبه 

الكل بملابس البحر لا أحد يتبع أحد بنظراته و كأن العادي هو الشورت و فورمه الساحل للرجال و المايوه القطعتين الذي يصف و يشف للسيدات ،رائحه الشواء تغمر المكان و اليخوت تخترق امواج الشاطئ بسلاسة ،احساس غريب تطرق إلي قلبي و خنقه ملكت روحي زادت من مشقه العمل و الغربه بداخلي ، الكل يمتلك احدث السيارات و يأكل اطيب الطعام و يشرب جميع انواع الخمور حتي النساء متاح الاختلاط مع الرجال و الشباب 

الكل يعيش في مرح و صخب و حريه ليس لها حدود مثل حفله من السكاري و المخدرين لا أحد يعلم ماذا يحدث و لماذا يحدث حينها تذكرت اول فتاه حاولت لفت نظرها بابتسامه و ببعض كلمات الغزل و قامت الحرب العالميه بين اهلي و اهلها لمجرد إبداء اعجابي بها

******

مرت الايام المره تلو المره و لكن هناك شئ جديد يحدث 

مجموعه من السيدات تحت مظله مزركشه يجلسن في هدوء و يرتدين ملابس معقوله و لكنها مثيره معظمهن فوق الاربعين بقليل  يتفحصن الشاطئ و يطلقن ضحكاتهن الصاخبه بين الحين و الآخر مما لفت نظري و وقعت عيناي علي أحدهن التي ثبتت عينها في عيني بجراه شديده لم أعدها مع أحد من رواد الشاطئ من قبل 

مع مرور الوقت تعمدت المرور من أمام المظله عده مرات و في كل مره الاحظ أنها ترمقني بنظره غريبه 

وفي نهايه اليوم أشارت إلي بالقدوم خطوات مسرعا ولم أعقب دست في يدي ورقه بمائتي جنيه جديده و كأن يدها اول يد تلمسها و غادرت المجموعه المكان بهدوء 

اخرجت الورقه من جيبي لأجد مكتوب عليها رقم موبايل و اسم ناني . انزعجت و انقبض قلبي و دار في عقلي تساؤلات كثيره كلها صبت في معين واحد و لكن هل انا الشخص المناسب لتلك المهمه في وسط هذا الشباب الوسيم و الثري 

اتصلت بالرقم في المساء ردت بصوت رقيق .شكرتها علي ذلك المبلغ الذي دسته في يدي و شكر خاص علي اعطائي الفرصه للحديث معها . أخبرتها أنني ليسانس حقوق و لم اجد اعمل و جئت إلي هنا كفتره مؤقته خلال فتره الصيف هربا من البطاله و الفراغ أما هي فبدأت في الكلام عن نفسها و أنها علي مشارف الخمسين تزوجت بناتها و هي مع صديقاتها من أعضاء نادي القمر  يأتين كل صيف القريه السياحيه حيث تمتلك كل سيده شاليه في القريه اما هي فتأتي في ضيافه أحدي الصديقات لأنها لا تمتلك شاليه 

وتعاني من انشغال زوجها الذي يناهز السادسه و الستون في عمله و عدم اهتمامه بها مع عجزه الجنسي منذ فتره 

رغم رغبتها الشديده في الحب 

نزلت كلماتها عليه كالصاعقه كم يتوقع أن يتطرق الحديث بينهما لهذا الحد بهذه السرعه 

طلب منها اللقاء في اسرع وقت 

حددت الميعاد في الشاليه الخاص بصديقتها 

خشي من وجود الصديقه و لكنها طمأنته أنها لا تمنع أن يلتقي بها في الشاليه فهي صديقه حميمه لها و تعرف كل أسرارها 

جهز نفسه للقاء و توجه إلي الشماليه في المساء 

كل شىئ هادئ و ينم عن أن الليله ستكون ممتعه 

طرق باب الشماليه 

الباب تم فتحه في هدوء 

و لكن الغريب أن من فتح الباب هو صديقه الذي آتي به إلى القريه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق