إنّما الإنسان أثر
يا صديقي
يا من تجمعنا الحياة
كنسل من البشر
لا تحزن لفراق
وإن طال الدّرب
أسفا، فلسنا سوى
صفحات من الأثر
ستأنس روحك يوما
بذكريات غوالي
كلمات ماضيها
معزوفة على الوتر
ستقول بعين مثقلة
بسهد اللّيالي
وما ذاقته من السّهر
هناك يوما ما
رسمتك تمثالا
حفظتك قدسا
لأختلى بك منفردا
تحت ظلال الشّجر
هناك كم رقصت صخبا
أقتفي خطاك مرحا
تحت زخّات المطر
كم عشقت صورك
ونبرة صوتك
كم خلتك ملاكا
يسبح في سمائي
يشعّ كنور القمر
يا صديقي
إنّما الحال يدور
ولسنا سوى كائنات
يحدوها الأمل
راضية بلعبة القدر
لندرك طوعا
أنّنا نمضي كغيرنا
على قاطرة العمر
وتبقى حقائبنا
وإن تاهت بين المحطّات
مرسومة في رحلة السّفر
يا صديقي
علّمتني الحياة
أن أحاكي قلمي
أن أخطّ على صفحاتي
ما يشفي غليل روحي
ما يحتويني من العبر
فلا شأن لي بقصف الحياة
وإن تغيّرت مجاري الهوى
وتعدّدت جبهات الوصال
فأنا ألفت التّرحال
على خطى أهل الغجر
فلن يبقى من الإنسان
غير بقايا ماض
مغمورة بالأثر
ولهان بوعثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق