٠٠٠ رهام ٠٠٠
ما لي بدرّيّ المحيّا مُغَيَّبُ
أتراني من شرب الخمور مُتعَبُ!؟
لكنّني ما ذقتُ إلّا ثغرَها
أترى رضابُه بالتَّعقُّل يُذهِبُ!؟
قالَتْ ومبسمها يُكشِّف لؤلؤاً:
"حذّرتكَ لكنّكَ آليتَ أنّكَ شاربُ
و دنوتَ لم أمنعكَ وصلي تعطُّفا
فغرقتَ في بحر الشفاه تَنهبُ
قلتُ تمهّل فالطّريق طويلةٌ
أخشى عليكَ من الجنون تَتعبُ"
فنظرتَ كالظّمآن ينظر واحةً
وتلوتَ من فرط الجنون تُعاتبُ:
"قل للمليحة ويح حسنها فاتكٌ
أما تَراني بناره أتقلَّبُ!؟
فلقد حباها الله أروع مُزْنَةٍ
فَلتسكب الغيث يُريح و يُعشبُ
يروي العطاش ففي الفؤاد حرائقٌ
هلّا تُحسّ رجاءَ قلبٍ يُعذَّبُ"
فهطلتُ أُسقيكَ الغرام أنهراً
فإذا بناركَ تلتظي تتلهَّبُ
وتلوتَ من فرط الجنون مجدداً:
"قفزَتْ هنا خلف القميص أرانبُ
ما عجبي من لعب الأرانب إنّما
عجبي بأنّ للأرانب مخلبُ !
شقَّ القميصَ وجاء نحوي هاجماً
فوقفتُ منبهراً لخدشه أرقبُ"
فرجوتكَ الصّمتَ كفاكَ تَقَحُّماً
خذ ، لكَ ما شئتَ سوف أسكبُ
بقلمي
غياث خليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق