السبت، 26 أكتوبر 2024

٠٠٠ رهام ٠٠٠ بقلم غياث خليل

 ٠٠٠ رهام ٠٠٠


ما لي بدرّيّ المحيّا مُغَيَّبُ

أتراني من شرب الخمور مُتعَبُ!؟

لكنّني ما ذقتُ إلّا ثغرَها

أترى رضابُه بالتَّعقُّل يُذهِبُ!؟

قالَتْ ومبسمها يُكشِّف لؤلؤاً:

 "حذّرتكَ لكنّكَ آليتَ أنّكَ شاربُ

  و دنوتَ لم أمنعكَ وصلي تعطُّفا

  فغرقتَ في بحر الشفاه تَنهبُ

  قلتُ تمهّل فالطّريق طويلةٌ

  أخشى عليكَ من الجنون تَتعبُ"

فنظرتَ كالظّمآن ينظر واحةً

وتلوتَ من فرط الجنون تُعاتبُ:

 "قل للمليحة ويح حسنها فاتكٌ 

  أما تَراني بناره أتقلَّبُ!؟

  فلقد حباها الله أروع مُزْنَةٍ

  فَلتسكب الغيث يُريح و يُعشبُ

  يروي العطاش ففي الفؤاد حرائقٌ

  هلّا تُحسّ رجاءَ قلبٍ يُعذَّبُ"

فهطلتُ أُسقيكَ الغرام أنهراً

فإذا بناركَ تلتظي تتلهَّبُ

وتلوتَ من فرط الجنون مجدداً:

 "قفزَتْ هنا خلف القميص أرانبُ

  ما عجبي من لعب الأرانب إنّما

  عجبي بأنّ للأرانب مخلبُ !

  شقَّ القميصَ وجاء نحوي هاجماً

  فوقفتُ منبهراً لخدشه أرقبُ"

فرجوتكَ الصّمتَ كفاكَ تَقَحُّماً 

خذ ، لكَ ما شئتَ سوف أسكبُ


بقلمي

غياث خليل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق