السبت، 26 أكتوبر 2024

قصة قصيرة دبل من غير كيك للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

دبل من غير كيك 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


بعد المعاش قررت ان ادخل دار مسنين فقد سافر الابن الوحيد لامريكا و تزوجت البنت و رحلت مع زوجها إلي دول الخليج .شعرت بالوحده بعد وفاة زوجتي و لكن قررت ألا اتزوج حتي أتم تربيه اولادي و ها أنا ذاك أديت الرساله علي اكمل وجه ، اخترت أحدي درو المسنين الراقيه التي تضمن رجال و سيدات ممن يعانون من نفس مشكلتي و هي الوحده و بالفعل التقيت باللواء متقاعد أركان عماد مدير الدار الذي سهل لي اوراق الالتحاق بعد مقابله شخصيه سريعه و من اليوم الأول هنا وجدت أن الجميع يعيش في وحده ربما الكل متواجد في حديقه الدار و لكن تحسبهم جميعا و كأنهم أصنام أو تماثيل ،بعضهم منشغل بقراءه الجرائد و اخرون في العاب الدومينو و الشطرنج 

اما السيدات فالكل يجلس في حلقه واحده منهن من تشغل التريكو و بعضهن في القراءه و اخرون في مداعبه ازرار الموبايل بتحركن ككتله واحده إلي المطعم و إلي الصاله التلفاز ولا يفترقن الا عند النوم 

*****

الحياه في الدار تشبه الحياه في المدرسه الابتدائيه المشتركه الأولاد في ناحيه و البنات في ناحيه 

ورغم مرور عشرات السنين الا ان تلك العقيده مازالت مترسخه في وجدان الجميع رجال و نساء 

بدأت في اكتساب صداقات الكثيرين من الرجال و معظمهم  

أما أن ترك أولاده برغبته و اخرون تم القائهم في هذه الدار  جحودأ من ابنائهم 

بدأت في تجميع الرجال للاشتراك في انشطه رياضيه فالمعظم مازال بصحه جيده و البدايه كانت المشي في أرجاء الحديقه مع عمل تمرينات خفيفه ثم اشتريت كره قدم و بدأنا في لعب مباريات و بدأ الجميع رجالا و نساء يتوافد لمشاهده تلك المباريات خاصه أن بها مفارقات مضحكه و تدور بشكل كوميدي 

لاحظت اهتمام فايزه بمتابعتي و تشجيعي خلال المباريات فقد كان حماسها و عيونها المتابعه لي ملحوظه بدرجه كبيره  خاصه أنني احاول لفت نظرها بمهارتي في لعب الكره و عمل الدبل كيك بطريقه بهلوانيه تظهر قوتي البدنيه و مرونه حركتي 

و في مره من المرات و هي تجلس تتابعني حاولت عمل الدبل كيك أمامها و بالفعل دخلت الكره المرمي و لكني لم استطع الوقوف مره أخري فقد أصبت في ظهري و تم نقلي إلي المستشفي و قام الجميع سيدات و رجال بزيارتي و بصفه يوميه و هي معهم 

حتي أتي اليوم الذي طلبت منها الانتظار و ابديت اعجابي بها و كم كانت سعيده بذلك الاعجاب الذي انتظرته طويلا 

و مع الوقت و في زياره اللواء اركان طلبت منه إحضار المأذون للزواج منها في المستشفي و دعوه جميع النزلاء من الجنسين لحضور مراسم الزواج 

و بالفعل  تم عقد الزواج و انا في سرير المستشفي و بعد انصراف الجميع جلست بجواري علي السرير 

بتطلب مني عدم لعب الكره مره أخري 

و لما اعترضت علي طلبها 

ابتسمت بصفاء و خففت الطلب خلاص العب بس من غير دبل كيك 

خليها دبل من غير ما ترمي نفسك علي الأرض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق