بمناسبة انسحاب الشاعرة فله ميهوب
قصيدة تأبين مرتجله
كتبها عزالدين الشـــــابي
لأنّك كنت تحبّين تونس
وكنت تعيشين من أجلها
فلمّا انسحبت
تركت البلاد
وكل العباد
بذكراك حبلى
كما كنت حبلى
بنا للأبد
فما متّ
أنت انسحبت
يا من غلبت الفناء
وأجّجت في الموت
نار الحياة الّتي تتّقد
لقد كنت فلة ام الجميع واخت الجميع
وبنت الجميع
تعدين للوافدين الطّعام
وبسمتك تتحدى السلام
وكنت تقولين قبل الممات
وعند الوفاة
اذا الشّعب يوما اراد الحياة
فلا بدّ ان يستجيب القدر
وكنت تجيدين
لحن الصّمود
وتـــوق الخلود
عبر تفاصيل كل قصيد
لتحيين فينا بشكل جديد
وقبل الصلاة
وبعد الصّلاة
ونحن نسجّيك في القبر
قالت لك الأٍرض أهلا
ومرحى وسهلا
بعطر التّراب
الّذي كان فوقي
تباريح شوقي
لحبّاتــــه
وذرّاتــــه
بلون التّــراب الّذي كان فيّ
رجعت اليّ
لقد كنت فوقي بكلّ الرّحاب
بحجم البلاد
وكنت كبيييييييييييييييره
بحجم قلوب العباد
الّذين أحبّو البلاد
كما لا يحبّ البلاد أحد
وعشت أبيه
وطوعت ما كان يبدو عصيا
ورغم رداءاتنا المستعاره
تحديت كنت الهدى والمناره
ويوم ركبنا متون السخافة
ظهرت
و كنت زعيمة اهل الثقافه
وخضت جهادا طـــــــويلا مريرا
فــــمـــا مــــتّ
أنت انسحبت
فزيدي عطاء
يا من غلبت الفناء
سكنت السّماء
وأجّجت في الموت
نار الحياة الّتي تتّقد
لترسي مثال التفاني
بكل الاغاني
لشعب يحبّ البلاد
كثيرا كثيرا
كما لا يحبّ البلاد أحد
تماما كما كنت أنت
تحبّين تونس حبا شديدا
وفضلك أنّك كنت الكريمه
وكنت الزعيمه
وكنت وما زلت فينا عظيمه
وما زلت صوتا لهذا البلد
بلون الرّبيع الّذي يكتمل
برغم الشّجن
ورغم المحن
ليزرع فينا بذور الأمل
وحبّ الوطن
وتبقى
ونبقى
حماة الحما
وجند الفداء
لهذا الوطن
ستحيين فلة في كل قلب
منارة حب
برغم رداءة هذا الزمن
سيحيا الوطن
وأنت تعيشين فينا جميعا كزهرة فله
نحبك فله
نحبك فله
نحبك فله
عزالدين الشابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق