قصيدة بعنوان * * * مات صاحب البيت
في زمني وبعد أن سكن روحي
مات صاحب البيت
فأصبح البيت خاويا
من صوته
ورائحته
يتسرب النمل
من الشقوق والجدران
كأنه يقف على السلم
ينتظر الموت
يا خرج خروجه الأخير
يرفع من صوته
فتسمعه ابنتي الصغيرة
فترجف
كسمكة صغيرة رحل عنها البحر
رحل الذي مات
وترك أربع بنات وقطة
وبيت يخاف من الشتاء
حين تأتينا الثلوج
من خلف الأبواب
يقول:
اليوم أول الشهر
وسيأتي الجحيم غدا
وبعد غدا تسري النار
في الستائر
وتمضغ عاصفة الخريف
الأبواب والحجرات
حين يطل علينا
مبتسما من الشرفات
خذ زورقا ودرا
فوق حافة الصحراء
هناك... سوف ترى
أن للظل أرجلا ورأسا
وأن الضوء يهرب
والعصافير تغني في ضباب الحلم
أغنيتها الأخيرة عن رحيل الحمام
فرغت آنية العطر
من أرصفة الرجاء
فعدنا نطلب الهدوء
من صخب البكاء
وعدنا
نوزع السكر في صمت
الطلاق
يجتاحني سرب من السكوت
كجندي يحرس زنزانة من تراب
تتراقص حولها الشطآن
يضيع وجه الرياح العلوية
خلف الفراغ في الحجرات
الخاوية
وهم
حين يغيب الحزن
من البيوت العالية
لا يسمع صوت طفل
متعثر الخطوات يرجوا اللقاء
تضيع البيوت
إذا مات سكانها
وتضيع الحياة
إذا مات صاحب البيت
_________ * * * * * * * * * * * * * * *---------------------
بقلم الشاعر// محمد الليثي محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق