الجمعة، 8 نوفمبر 2024

حديث الجمعة بقلم الكاتب السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر

 حديث الجمعة / 

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر  ٠


((( لا تغضب ٠٠!! )))

عن أَبي هريرة رضى الله عنه : أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : 

" أَوْصِني، قَالَ: لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لا تَغْضَبْ " ٠

رواه البخاري.

٠٠٠٠٠٠٠٠

قال الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : (دواء الغضب بالصمت )


عزيزي القارىء الكريم ٠٠

و حول ظاهرة " الغضب " بشقيها المحمود و المذموم  نتوقف كي نلقي بظلال تعريف الغضب و أسبابه و أثره و علاجه من منظور الكتاب و السنة ، لضبط هذا السلوك الذي يسيطر على حالة الفرد و المجتمع هكذا ٠

فالغضب غريزة في طبع الإنسان حيث يحدث ضيق في صدره ٠

و الغضب ينقسم إلى: غضب محمود و غضب مذموم ٠٠

و نلاحظ كيف شخص لنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم و هو صاحب الخُلق العظيم فن التخلص من تلك هذا الضرر قولا و عملا ٠٠

حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم ينصح أصحابه و يوصيهم في كل المواقف درسا تطبيقيا في القول و العمل بكلمات بليغة جامعة لأبواب الخير  لخدمة الدين و الدنيا معا ٠٠

و كل هذا على حسب ما هو أولى به و يحتاجه من الأمور المشروعة ٠


فقد وروى الطبراني من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قلت: يا رسول الله قل لي قولاً أنتفع به وأَقلل: قال "لا تغضب ولك الجنة" ٠

قال ابن التين : جمع صلى الله عليه وسلم في قوله "لا تغضب" خير الدنيا والآخرة لأن الغضب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه فينتقص ذلك من الدين ٠


قال الله تعالى: 

"  وإذا غضبوا هم يغفرون " ٠

 [سورة الشورى: الآية ٣٧ ] ٠

فلنكبح جماح غضبنا ولا ننطق بما لا يراجع ٠

فالغضب نوعان : محمود و مذموم  ٠

- فالغضب المحمود مشروع في الحق الذي يفسد عليه دينه و دنياه فيغضب من أجل نصرته  ٠٠

- أما المذموم الذي ليس في الحق و له أثر في سلوك الإنسان سلبي لأقل الأسباب فيهيج و يعرضه للضياع و يفتح عليه أبواب الشرور   .

و الناس في هذا و ذاك  متفاوتون في حالة الغضب حسب المواقف ورد الفعل و حجم المشكلة قطعا ٠

و في تلك الوصية النبوية الجامعة يبدو مدى الحرص كب نتجنب الغضب و ووسائله و أسبابه و علاجه و تحقيق الفائدة المرجوة من تلك الثمرة منهج حياة ٠٠

لأن الغضب موجود في طبيعة البشر و من ثم يحاول البُعد عنه و تغيير صوره في التعامل معه ٠


عن أَبي هريرة رضى الله عنه : أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : " أَوْصِني، قَالَ: لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لا تَغْضَبْ " ٠

رواه البخاري.


* و رحم الله العرجي القائل : 

وإذا غَضِبتَ فكن وقورًا كاظمًا   للغيظ تُبصر ما تقول وتسمـعُ

 فكفَى به شرفًا تصبُّر ساعـةٍ   يَرضى بها عنك الإلـه وتُرفــعُ ٠


و أخيرا ٠٠

نعم فالمسلم مطلوب منه الإحسان و الرفق و ترك الغضب و الكِبر و الشدة و الغلظة و يسبب الشر و يفتح أبواب لا تستقيم مع طبائع الخير و البر بل تجعله يندم و يهلك على هذا الانفعال الرديء الذي يؤدي إلى التهور و عدم ضبط النفس٠

فكن من الكاظمين الغيظ و من العافين عن الناس و بهذا تتحقق درجة الإحسان فتكن من المحسنيين الفائزين في الدارين ٠

= و لذا قيل :

إن الغضب يردي صاحبه ، و يبدي معايبه ، و بالتأكيد نرى أن الغضب نار موقدة من كظمه أطفأها ، ومن أطلقه كان أول محترق بها ٠

فالغضب أوله جنون و آخره ندم ٠  

يا رب ارزقنا الاستقامة قولا و عملا و حُسن الخُلق القويم ٠

و على الله قصد السبيل ٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق