حديث الجمعة /
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
((( لا تغضب ٠٠!! )))
عن أَبي هريرة رضى الله عنه : أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم :
" أَوْصِني، قَالَ: لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لا تَغْضَبْ " ٠
رواه البخاري.
٠٠٠٠٠٠٠٠
قال الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : (دواء الغضب بالصمت )
عزيزي القارىء الكريم ٠٠
و حول ظاهرة " الغضب " بشقيها المحمود و المذموم نتوقف كي نلقي بظلال تعريف الغضب و أسبابه و أثره و علاجه من منظور الكتاب و السنة ، لضبط هذا السلوك الذي يسيطر على حالة الفرد و المجتمع هكذا ٠
فالغضب غريزة في طبع الإنسان حيث يحدث ضيق في صدره ٠
و الغضب ينقسم إلى: غضب محمود و غضب مذموم ٠٠
و نلاحظ كيف شخص لنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم و هو صاحب الخُلق العظيم فن التخلص من تلك هذا الضرر قولا و عملا ٠٠
حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم ينصح أصحابه و يوصيهم في كل المواقف درسا تطبيقيا في القول و العمل بكلمات بليغة جامعة لأبواب الخير لخدمة الدين و الدنيا معا ٠٠
و كل هذا على حسب ما هو أولى به و يحتاجه من الأمور المشروعة ٠
فقد وروى الطبراني من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قلت: يا رسول الله قل لي قولاً أنتفع به وأَقلل: قال "لا تغضب ولك الجنة" ٠
قال ابن التين : جمع صلى الله عليه وسلم في قوله "لا تغضب" خير الدنيا والآخرة لأن الغضب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه فينتقص ذلك من الدين ٠
قال الله تعالى:
" وإذا غضبوا هم يغفرون " ٠
[سورة الشورى: الآية ٣٧ ] ٠
فلنكبح جماح غضبنا ولا ننطق بما لا يراجع ٠
فالغضب نوعان : محمود و مذموم ٠
- فالغضب المحمود مشروع في الحق الذي يفسد عليه دينه و دنياه فيغضب من أجل نصرته ٠٠
- أما المذموم الذي ليس في الحق و له أثر في سلوك الإنسان سلبي لأقل الأسباب فيهيج و يعرضه للضياع و يفتح عليه أبواب الشرور .
و الناس في هذا و ذاك متفاوتون في حالة الغضب حسب المواقف ورد الفعل و حجم المشكلة قطعا ٠
و في تلك الوصية النبوية الجامعة يبدو مدى الحرص كب نتجنب الغضب و ووسائله و أسبابه و علاجه و تحقيق الفائدة المرجوة من تلك الثمرة منهج حياة ٠٠
لأن الغضب موجود في طبيعة البشر و من ثم يحاول البُعد عنه و تغيير صوره في التعامل معه ٠
عن أَبي هريرة رضى الله عنه : أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : " أَوْصِني، قَالَ: لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لا تَغْضَبْ " ٠
رواه البخاري.
* و رحم الله العرجي القائل :
وإذا غَضِبتَ فكن وقورًا كاظمًا للغيظ تُبصر ما تقول وتسمـعُ
فكفَى به شرفًا تصبُّر ساعـةٍ يَرضى بها عنك الإلـه وتُرفــعُ ٠
و أخيرا ٠٠
نعم فالمسلم مطلوب منه الإحسان و الرفق و ترك الغضب و الكِبر و الشدة و الغلظة و يسبب الشر و يفتح أبواب لا تستقيم مع طبائع الخير و البر بل تجعله يندم و يهلك على هذا الانفعال الرديء الذي يؤدي إلى التهور و عدم ضبط النفس٠
فكن من الكاظمين الغيظ و من العافين عن الناس و بهذا تتحقق درجة الإحسان فتكن من المحسنيين الفائزين في الدارين ٠
= و لذا قيل :
إن الغضب يردي صاحبه ، و يبدي معايبه ، و بالتأكيد نرى أن الغضب نار موقدة من كظمه أطفأها ، ومن أطلقه كان أول محترق بها ٠
فالغضب أوله جنون و آخره ندم ٠
يا رب ارزقنا الاستقامة قولا و عملا و حُسن الخُلق القويم ٠
و على الله قصد السبيل ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق