أيا طائرَ الفينيقِ/ سرد تعبيري
تحت الرّكامِ بحورٌ من مشاعرَ وذكرياتٍ ، نشق المعابرَ إليها بدمعٍ مالحٍ، وأملٍ بنجاةٍ، نرثي الصّبا الذي شابَ قبلَ أوانِ القطافِ، نرثي الطفولةَ التي اندثرتْ بعدما سُلبتَ منها الضّحكاتُ. الأرضُ عطشى والخذلانُ مياهُه الصَّديدُ. الأثلامُ تجاعيدُ والزَّمنُ أغبرُ يحاصرُ الفرحَ، فما عدْنا نحلمُ بزرعٍ ولا بحصادٍ.
لن يتوقّفَ الزّمنُ وإن صدئتْ مراجيحُ الحياةِ، ولن تخدعَنا مرايا الزّيف ولا طلاءُ ماءِ الذّهبِ، فتحتَ لمعات المرايا صليلُ سيوفِ الخيانةِ ورعدُ قنابلِ الوحشيّةِ وتحت طلاءِ الذّهب سخامُ غدرٍ.
العزفُ أمسى ماكرَ الأصداءِ.
أيا طائرَ الفينيقِ أقبلْ علينا، علّمنا كيفَ نحيا من تحتِ الرّمادِ ، نحن شعبٌ لم يعتدِ الوقوفَ على أعتابِ اليأسِ ليسبكَ من الأيّامِ بريقَ سرابٍ .
أيا طائرَ الفينيقِ ، هل الإنسانيّة تبخرتْ مع أوَّلِ قيظٍ؟
أتراها الشَّمسُ غدرتْ وهي رمزُ الحريّةِ والبطولةِ والمعرفةِ والسّطوعِ والحياةِ،
أمِ الرِّياحُ...أمِ الحروفُ؟
سامية خليفة/ لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق